تواجه أريج حمدوني ، الشابة التونسية ، تحديًا هائلاً لأنها اختارت أن تكون نشطة على موقع يوتيوب رغم إعاقتها ، لتصبح أول صماء على اليوتيوب في تونس ، وتسعى لنشر الأمل والإيجابية وتغيير النظرة الاجتماعية لهذه المجموعة.
قالت أريج حمدوني ، 23 سنة ، إنها كانت في طفولتها تسمع وتتحدث بشكل طبيعي ، لكنها عانت من مرض خطير جعلها تفقد سمعها.
وتضيف “الحمد الله أنّ عائلتي كانت لي سندًا وهي تتعامل معي مثلما كانت الحال في السابق وكأنني أسمع وأتكلم؛ لذلك تحسنت حالتي وأستطيع التعايش مع المجتمع وأعرف عديد الأشياء وأفهم من يخاطبني”.
وعلى امتداد سنتين تسعى أريج حمدوني إلى التعايش مع عالم الصمّ، وتحاول تعلّم لغة الإشارة، معتبرة أنّ أهم عائق يعترضها هو عائق اللغة، لأن وسيلة التخاطب هي لغة الإشارة وهي تسعى إلى أن تندمج مع من يشبهها من الصمّ لأنها لا ترى نفسها مختلفة عنهم ولا عن جميع الناس، وفق تأكيدها.
وتسعى أريج، إلى إثبات أنها قوية وتؤمن بنفسها كثيرًا، وتقول “تعرضت للتنمر ولملاحظات سلبية في عديد المرات وأحاول ألا أستمع لتلك الملاحظات؛ لأن من يطلقونها يبثون لي طاقة سلبية وأنا أرغب في أن تكون لدي دائمًا الطاقة الإيجابية”.
وحين فتحت قناتها على “يوتيوب” واجهت أريج حمدوني التنمّر على صوتها وعلّق البعض بأنّ “صوتك غير واضح كيف ستقومين بصناعة محتوى” لكنها تؤكد أنها تجاهلت مثل هذه التعليقات وتولت القيام بترجمة الفيديوهات التي يتم مشاركتها.
إقرأ أيضا:حقيقة خبر زواج علا الفارس اليوم ومن هو زوجهاوتستمدّ أريج هذه القوة من ثقتها بنفسها، وتقول “أنا أثق في نفسي إلى أبعد الحدود وأعتبر أن صوتي مفهوم وواضح، فتحتُ قناة على “يوتيوب” لأبث الطاقة الإيجابية للناس، وحتى يؤمنوا بأنفسهم ويكونوا متصالحين مع ذواتهم، وليدركوا أن الأصم غير مختلف عن غيره، وأنّ من الضروري أن يغيّر الناس أفكارهم ويدركوا أننا غير مختلفين عنهم.”
ولا تخفي أريج حمدوني سعادتها بما تنشره على “يوتيوب” وبالتفاعلات الإيجابية التي تصلها، لا سيما أن المحتوى الذي تقدمه يحمل رسائل إيجابية ورسالة الإيمان بالذات، لكنها أشارت إلى أنّ الصعوبة تكمن في إيصال تلك الرسائل إلى الصم، وقالت إن “65% من الصم غير قادرين على القراءة؛ لذا يجب أن أقوم بمجهود مضاعف ليفهمني جميع الناس.”
وتتحذ أريج من دعم العائلة عامل قوة إضافيًّا، وتقول في هذا السياق “عائلتي دائمًا تشجعني في قناتي على “يوتيوب”، اقتنوا لي كاميرا حتى أتمكن من تصوير فيديوهاتي، ولي أخت صغرى اسمها رجوان دائمًا ما تشجعني وهي أهم سند لي تؤمن بي أكثر من إيماني بنفسي لأنها توأم روحي، كما إن أمي كذلك تشجعني كثيرًا وتساعدني في أوقات التصوير لأني أخاف من الأصوات الخارجية في أثناء التصوير ولا أسمعها.”
وتبدو طموحات أريج حمدوني كبيرة، فهي تسعى إلى تبليغ رسائلها إلى كل العالم وإلى أن يفهمها الجميع على اختلاف اللغات واللهجات، “وأن تصل فكرة أنني لست مختلفة عنهم، رسالتي سأبلغها للمجتمع إذ لا بد أن تؤمنوا بقدراتكم وتكونوا متصالحين مع أنفسكم ولا تغيروا طبعكم من أجل نظرة الناس” وفق تأكيدها.
إقرأ أيضا:سبب وفاة الإعلامية زهور الصعوبوتحلم أريج بأن تكون مشهورة وأن تكون صوت الصم وتدافع عنهم “لأنه من حقنا أن نعيش ونحقق أحلامنا ونعيش بحرية كاملة ومن حقنا إيصال صوتنا للجميع” بحسب قولها.
ويقول أحد أصدقاء أريج إنها “فتاة ذكية طموحة تريد تحقيق أحلامها”، مضيفًا “تعرفت عليها منذ فترة طويلة وهي التي جعلتني أغير نظرتي للحياة، خطابها كله أمل وتفاؤل، وأنا معجب بالمحتوى الذي تقدمه فهو محتوى مميز”.
ويبدي أصدقاؤها إعجابهم بما تطرحه من محتوى وما تبديه من روح التحدي، ويقول أحدهم “أن تكون صانع محتوى بتلك الطريقة والطاقة الإيجابية وتبعث رسالة للناس بالرغم من الظروف الصعبة وتبعث رسالة في ماذا تفكر وخاصة أنك تعمل وتحقق حلمك فهذا شيء غير عادي مطلقًا” وفق تعبيره.
