محتوى المقال
عاشت الملكة البريطانية الراحلة إليزابيث الثانية ، التي توفيت الخميس الماضي ، حياة لا علاقة لها بالتكنولوجيا.
هذا لأن حياة العائلة المالكة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتيجان والاحتفالات والطقوس التي يصعب التخلص منها ، مما يجعل أفرادها يبدون وكأنهم ينتمون إلى حقبة سابقة.
ومع ذلك ، على الرغم من ذلك ، شهد عهد الملكة إليزابيث الثانية ، أطول ملوك بريطانيا حكماً ، تكريمات وجوائز العديد من “الفنيين” الذين كان لمساهماتهم تأثير كبير وهام على حياتنا اليومية ، ومن بينهم يعتبر البعض من بين أهم اختراعات القرن العشرين.
يسلط هذا التقرير الضوء على قائمة مختارة من الفنيين الذين منحتهم الملكة الراحلة.
جوني إيف – مصمم منتجات أبل
كان للبريطاني جوناثان إيف، أو ”جوني إيف“ تأثير كبير على تصميم منتجات شركة ”أبل“ وأبرزها آيماك، و“باور ماك جي 4 كيوب“، و“آي بود“ و“آيفون“ و“آيباد“ و“ماك بوك“.
بدأ إيف، مسيرته المهنية في شركة تصميم في لندن تدعى ”Tangerine“، حيث تم تكليفه بتصميم المنتجات المنزلية الشائعة مثل أفران الميكرويف والمراحيض والمثاقب وفرشاة الأسنان.
وجد إيف العمل في تلك الشركة محبطا، نظرا لأن العملاء في كثير من الأحيان لا يشاركونه أذواقه التي تتسم بالحداثة والبساطة.
وبعد أن رفض أحد هؤلاء العملاء تصميمه للمرحاض، قرر قبول عرض للانضمام إلى شركة ”أبل“، على الرغم من أن ذلك يعني نقل عائلته إلى الولايات المتحدة.
إقرأ أيضا:ميزة اتصال هواتف آيفون 14 مع القمر الصناعي تعرف عليهاكانت بدايته في ”أبل“ صعبة وكاد يستقيل.
لكن ستيف جوبز، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي الراحل أقنعه بالبقاء عندما عاد إليها بعد الإطاحة به عام 1985.
أصبح إيف نائب الرئيس الأول للتصميم الصناعي في عام 1997، وكان أول نجاح كبير له هو منتج ”آيماك“، الذي تم تقديمه في عام 1998.
ولعب أيضا دورا حيويا في تصميم ”أبل بارك“، الذي تم الانتهاء منه في عام 2017، ثم غادر الشركة في عام 2019 ليبدأ العمل بشركته المستقلة.
منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب ”فارس“ في 2011، نظير خدمات التصميم والمشاريع ليصبح السير جوناثان إيف.
تيم برنرز – لي -مخترع الويب
ماذا كان سيفعل العالم بدون العمل النبوئي لـ“تيم برنرز – لي“ هذا الرجل الذي اخترع شبكة الويب العالمية أثناء عمله في شركة ”CERN“ في سويسرا في الثمانينيات.
”برنرز – لي“ الذي بدأ عمله كمتعهد مستقل لشركة في ”CERN“ في عام 1980، اقترح نظاما لتسهيل مشاركة المعلومات وتحديثها بين الباحثين، بناء على مفهوم النص التشعبي البسيط.
أطلق ”برنرز–لي“ على هذا النظام اسم ”INQUIRE“، ليضع بذلك الأسس المفاهيمية لتطوير شبكة الويب العالمية لاحقا.
قضى البريطاني ”بيرنرز لي“ السنوات القليلة التالية في العمل في شركة كمبيوتر في دورست في إنجلترا، لتطوير استدعاء إجراء عن بعد في الوقت الفعلي.
إقرأ أيضا:قيمة التخفيضات على منتجات آبل في Apple Shoppingعندما عاد إلى شركة ”CERN“ كزميل في عام 1984، اعتمد على تلك التجربة في شبكات الكمبيوتر لربط العناصر الفردية الحالية المختلفة معا: النص التشعبي، والإنترنت، وكائنات النص متعدد الخطوط، وما إلى ذلك.
انتهى هو وزميله ”روبرت كاييو“ من بناء نظام يعتمد على ”INQUIRE“.
وقام ”بيرنرز لي“ ببناء أول متصفح ويب وأطلق أول موقع ويب في 20 ديسمبر 1990، مستضافا على خادم CERN.
للتأكد من أن اختراعه سيكون متاحا مجانا، تجنب ”برنرز–لي“ تقديم أي براءات اختراع أو حقوق ملكية، حتى يمكن لأي شخص استخدام التكنولوجيا.
ثم أسس اتحاد شبكة الويب العالمية لإنشاء معايير متوافقة والتحسين المستمر لجودة الويب.
منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب ”فارس“ في عام 2004؛ كما قلدته أيضا وسام الاستحقاق المرموق في عام 2007.
توني هور- مطور خوارزمية الفرز السريع
توني هور، عالم حاسوب بريطاني وقف وراء العديد من التطورات الأساسية في لغات البرمجة والخوارزميات وأنظمة التشغيل والتحقق الرسمي والحوسبة المتزامنة، وغيرها من الإنجازات التقنية الأخرى.
درس في البداية الكلاسيكيات والفلسفة في جامعة أكسفورد، وبعد فترة قضاها في البحرية الملكية، عاد إلى الجامعة عام 1958، لدراسة الإحصاء.
وخلال تلك الفترة أصبح مهتما ببرمجة الكمبيوتر، حتى أنه درس الترجمة الآلية تحت إشراف أندريه كولموغوروف في جامعة موسكو الحكومية.
إقرأ أيضا:مواصفات تلفاز شاومي TV A2 FHD الذكي
اشتهر بتطويره للفرز السريع، وهي خوارزمية لا تزال شائعة الاستخدام حتى يومنا هذا.
أثناء عمله في شركة صغيرة لتصنيع أجهزة الكمبيوتر في لندن، بدأ في تطوير خوارزميات رئيسية للغة برمجة ”Algol 60“.
يمكن القول إنه اشتهر باختراعه ”المؤشر الفارغ“ (Null pointer)، والذي أطلق عليه فيما بعد ”خطأ المليار دولار“ في مؤتمر برمجيات عام 2009.
حصل توني هور على وسام ”فارس“ من قبل الملكة إليزابيث الثانية في عام 2000، لخدمات التعليم وعلوم الكمبيوتر.
بيل غيتس – مؤسس مايكروسوفت
هو أحد رواد ثورة الحواسيب الصغيرة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
اشتهر غيتس بكتابة أول برنامج برمجي له في سن 13، وبعدها انسحب في النهاية من جامعة هارفارد ليؤسس شركة مايكروسوفت مع صديقه بول ألين في السبعينيات.
بعد أن رفض غيتس وألين العمل لدى شركة ”آي بي إم“، أبرم الصديقان عقدا مع الشركة ذاتها لشراء حقوق برنامج اسمه ”86QDOS“ وطورته شركتهما، وباعته لشركة آي بي أم.
وسرعان ما أصبح لاحقا برنامج ”إم- دوس“ من مايكروسوفت هو نظام التشغيل الرئيسي لتلك السوق.
تخلى غيتس، عن إدارة عمليات مايكروسوفت اليومية في عام 2008، للتركيز على عمله الخيري عبر مؤسسة بيل ومليندا غيتس.
وبحلول عام 2020، ترك منصبه في مجلس الإدارة أيضا.
وبسبب أعماله وإسهاماته التقنية والخيرية قلدته الملكة الراحلة لقب ”الفارس الفخري“ في عام 2005.
